الجمعة، يوليو 16

غابةُ الجُبنـاءْ ,,


...
عـاد الشـاب مع والده من [ حيفـا ] الرابع عشر من شـهر تمـوز , الـى بلدتهم
المقيمين بهـا .

يمتلكون كرتونه مليئة بالبضاعة البسـيطه - بسكويت - شوكولا - موز - غطـاء ...)
وربطة الكرتونه معـقدة جدا ً , ولا يمـكن لأحـد أن يـقوم بفكهـا أبدا ً /

إلا بالقـطع , فـ صاحبهـا الأب ؛
كـان شديد اليدين !

واستمرت الحافلة في السير حتى وصلت الى الحدود الفاصلة بين ؛ فلسطين و بلد الإقـامة
؛ ومن الطبيعي أن يقوم موظفوا الحدود [ الجمرك ] بالتفتيش العام لكل ما هو داخل الحافله
. والموظفون هنـاك عبارة عن جنود اسرائيليين !


فأتي الدور لـ الشاب ووالده / فـقاموا بالهبوط من الحافلة وبيدهم الـ كرتونة الممتلـئة
بالحاجيـات , فـأتي الجندي اليهم وأمر بتفتيشهم - حتى انتهوا من التفتيش أمر بتفتـيش
الكرتونة , فقـال الأب : لا يمكنني أن أقوم بفك هذه العقده فإني بذلك سوف أمزق الكرتونة
ولا يمكنني أن اقدر على حمل ما بهـا !



فـأمر الجندي بفكهـا مهما كلّفه الأمر .
فـحاول أن يفتحها بيديه لكن / لم يستطع ! فـ العقده صعبه جدا ً ... فـأخرج قدحة مـن
جيبه وأمسك بالخيط يريد حرقه كي تفك العقده , عـندما شاهــد الـجنود هذا المـنظر ,
سرعـان ما انبطح بعضهم والبعض منهم قام بإمسـاك مسدسه يضرب النار في السمـاء
, وأحدهم أخرج - قنبلة - من جيبه ووجههـا نحو الرجل والكرتونه , وواحد آخر أمـسك
- الرشاش - ووجهه نحو الكرتونه وصاحبيهـا !


فتـعجب كلاهما وامتلكهمـا الرعب بشكل فظيع / حتى باتو لا ينطقون أبدا ً , وهبطت يد
الأب التي يحمل بهـا القدحه الى أسفل جيبه , قائلا ً : ماذا حصل ؟ لم َ كل هـذا الرعـب
المخيف , بل القـاتل !

فـأجابه أحـد الجنود : لمـاذا تقوم بإحراق الكرتونه ؟ ما بهـا لتقـوم بإحـراقهـا ؟
فأجاب مطرقـا ً : الخيط معقد جدا ً و لا يمكنني أن أفكه أبدا ً , فمـا من حل آخر إلا أن
أقوم بحرقه كي استطيع أن افتح لكم الكرتونه .


فقـال الجندي : لا , افتحها بيدك أو بإسنـانك !
قال الرجل : حسنا ً .. وأطرق الرجل يمزق الخيط بأسنانه , وبقي يحاول حتى فتحها بعدما
هلك .


قال له الجندي : أزح هذه , أي [ الشوكولا ] وأزح هذا , أي [ البسكويت ] ومـن ثم أزح
هذا , أي [ الموز ] ... الى آخر شيء في الكرتونة .

ثم قال : امسك البسكويت بيدك وافتحه علبةٌ علبة / وأطرح به على هذه الطـاولة , قـال
الرجل : هكذا سيفتفت البسكويت ولن يصلح للأكل ! أجابه مطرقا ً : لا يهم , إفعل ما أقوله
لك . فمـا كان على الرجل إلا أن يخر لأوامر الجندي , ففتح البسكويت وطحنه حبة ً حبة .

وأصبح البسكويت غير صالح للأكل ولا للرمي على النفايـات , ومن ثم الشوكولا وفتـح
الموز أيضـا ً !


وتلفت البضاعة وأصبحت غير صالحة لأي شي ,

بعد تأكد الجنود من خلو الكرتونة من أي شيء كـ [ المتفجرات / تهريبـات ... ] اطمأنوا
, وكل واحد منهم قام بإرجاع سلاحة في مكانه المنـاسب وتنفـسوا بكل راحة واطمئنان !

لكن الأب والشاب / غضبوا غضب شديد ,لكن ما كان لهم إلا أن يتقبلوا الوضع كما هو ..


وهكذا تلفت البضاعة و تلفت متطلبات الأطفال من الأب , تقهقر الأب والشاب وعادا الى بلد
الإقـامة غاضـبين يتساءلون مــاذا سيخبروا الأهل بمـا حـدث / وبـفقد بضـاعتهم .



وهذا كله بسبب [ جبن وخوف الأعداء - لعنهم الله ] .



قصة قصيرة / تفاصيلهـا مستوحاة من واقع مؤلم .
محمد ماهر ,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق