من بعيــــد ,,

 

أتيتُ وفكرتُ ونهضتُ وَرأيتُ وَجامَلتُ وَحمْلتُ وْسافرتُ وَارتميتُ بـِه ..
في كل ليلة أقضيها مع نفسي قبل النّوم , أقول في ذاتي : سَأصل لكِ
قررتْ , وَناولتُ نفسي المُراد من كل انبعاث في داخِليْ ,
سَمعتُ الآه والآه أستمعتني نفسها تكرارا ً ومِرارا ً .. لكن !
لا شيء يضر نفسيْ إلا قلبيْ , وما كانَ قلبي يَتضَرّر إلا لأنيْ تركتهُ كما يُريد ,,
وأخيرا ً ,, بعدَ طول إنتظـــار هَـا أنـا أصِـل , نعم وَصلتْ ,

أسمعتُها الدّلال والحَنان , الجَمـالُ والكَمالْ , السَّناءُ والبهاء ..
وضعتها مكانَ نفسيْ واستنشقت عبيرها المتواري خلف أسورة
ألمها المنبعث من داخل \ داخل قلبها ,
سرور زرعت في داخلها , حياة ايقظتها لتعمّر نفسها , تغيير أجبرتها عليه لتصبحَ الأفضل
أصبَحت في عيناي ملاك لا يبّدَلَ بأم الأرض , وفي قلبيْ زهرة لا تُثمرُ إلا من كل فوجْ ,
وبين يداي تاريخا ً لا يُنسىْ ولا يٌمسىْ من أحد ..
أصبحت أنا هي - وهي أنـا , نعم أنـــا لست غير أنـا !
جمالها وأناقتها ورقتها وما يهبط من نعومتها بل حتى اهتمامها يعلّم العالم
بأسره عن مدى تعلقها بي
كُنت كـ القمر المنير الذي يضيء ليلها وظلها الخفيف الذي يسيطر على
ممشاها وقلبُها الرقيق الذي لا تسأل إلا به ..
وصفها لا يمكن أن يقف عند هذه الحروف التي تبعثرت جمالا ً ورقةً خلاّبة .

هي قَمـر يَطل على أفضل الأنهار جمالا ً يصدح به المليار من البلابل الرقيقة
بصوت عذب ترتمي لِتَصل إلى منبع الحيـاة الخالدة ذات الجمال الفاتن .